أسباب المشاكل الزوجية
1ـ سوء الاختيار
كثير من الشباب يركز عند اختياره لشريكة حياته على جمال فاتن، أو كثرة مال، أو مكانة علمية أو اجتماعية لا يكون وراءها حصانة من دين أو خلق، فتكون الحياة الزوجية شرًا ونارًا مستطيرًا تنفذ جمراته في جوانح الزوجين ثم ينتقل أثره إلى الذرية إن كتب لهم ذرية، فتتصدع أواصر الزوجية وتتقطع روابط الأسرة، وتغرس العداوة، ثم يحصل الطلاق، لأن الأساس الذي قام عليه الزواج كان خطأً.
إذًا فالاختيار الصحيح الذي سياجه الدين والخلق والأصل الكريم، عاصم من قواصم المشاكل الزوجية، لأن الدين وقواعده الربانية هي القاعدة السليمة لحل أي خلاف بعد نشوئه، واجتنابه قبل وقوعه ويمكن أن نقول: إن ضعف الوازع الديني في شريك الحياة هو أساس البلاء وأساس المشاكل.
2ـ عدم الفهم الصحيح لمعنى الزواج
هناك فئة من الناس تفهم الزواج على أنه متعة وإنجاب فقط, وأما ما وراء ذلك من مسئوليات، وما تتطلبه الحياة الزوجية من كدح وتعاون، وما تستوجبه من إدراك سليم وحس صادق، ومعاملة حكيمة وتقديس للحق والواجب، والتزام بحدود الله فلا نكاد نهتم به، بل ربما لا يخطر لبعضنا على بال.
3ـ التهاون بالذنوب والمعاصي : لأن المعاصي تزيل النعم وتشتت القلب وتدمر المبادئ والقيم ، يقول أحد السلف:" إني لأعصي الله فأرى سلوك ذلك في زوجتي ودابتي "
فالزوج عندما يكون قائم بحدود الله مستمسكا بعروة الله وكذلك الزوجة ، متأدبين بآداب الشرع فمن أين تأتي المشاكل ، فلو حصل أي نقص بسبب بشرية الزوجين فسرعان ما يقضى عليه بالرجوع الى كتاب الله وسنة نبيه.
فمن أعظم أسباب الطاعة أن يدوم الوئام وأن يحصل الوفاق بين الزوجين ومن هذه المعاصى المدمرة للبيوت .
4ـ الكذب
لا شك أن الكذب خلق سيئ وعادة خبيثة، والكذب صفة من صفات المنافقين. والكذابون ممقوتون من الناس، بعيدون عن الله، قريبون من النار، بعيدون عن الجنة. فمن يكذب مرة وأخرى يتعود على ذلك حتى تكون سمة له أوصفة يتصف بها. فالكذب لم يرخص إلا في ثلاثة كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أم كلثوم بنت عقبة قالت: ما سمعت رسول الله rرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث الرجل يقول القول يريد به الإصلاح والرجل يقول القول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها ". الصحيحة
إنما هذا الكذب من الزوج أومن الزوجة لتقوية روابط الحب وليدفع عنهما مشكلات الحياة الزوجية كأن يمدح الرجل زوجته ويقول فيها كذا وكذا وهو ليس فيها من أجل أن يكسب قلبها ويلين خلقها ويزيد التفاهم بينهما. كذلك المرأة تمدح وتذكر محاسن زوجها وصفات لم تكن فيه وأخلاقه وحسن رعايته لأولاده وبيته ولو لم تكن فيه من أجل أن تملأ قلبه بالحب لها والتقدير والاحترام.
من أسباب الكذب بين الزوجين
* خوف الزوجة من زوجها ومن عصبيته، وإخفاء الحقائق وعندما يكتشف ذلك تحصل المشاحنات والخلاف مع الزوجة. ويكثر الكذب من النساء اللواتي أزواجهن متهورون ومتسرعون، فتضطر زوجاتهم إلى الكذب على أزواجهن في أمور كثير خوفاً من سلوك الزوج. فالمرأة تتخذ الكذب للدفاع عن نفسها وخوفاً من حدوث مشاكل في بيتها مع زوجها.
فعلى الزوج أن يفهم زوجته برفق أن الكذب لا يجوز وأنه قد يخلق جواً من عدم الثقة بها وأن عليها بدل الكذب المصارحة والصدق مهما كانت الظروف وأن لايكون عصبياً يثور لأتفه الأسباب حتى لا تكذب عليه الزوجة وتخفى عليه الأمور.
5ـ اصطناع المرض والتمارض
فكثير من النساء تدعي أنها مريضة لا تقوم بخدمة زوجها من أجل كسب عطفه أو من أجل التخلص من خدمته أو من أعمال المنزل أو شرائه طعامه من خارج المنزل مما يسبب الملل وكره المنزل للزوج وكره زوجته وعدم الجلوس معها.
وإن تمارضها هذا يجر عليها المصائب والتنافر والطلاق في النهاية.
فعلى الزوجة ألا تكثر الشكوى حتى لا تضايق الزوج فإذا كان بها مرض بسيط عليها أن تصبر وتحتسب وتتحمل، لتعود نفسها على عدم الشكوى عند كل صغيرة أو كبيرة فإنها ستنتصر في النهاية على نفسها وعلى أمراضها وأوجاعها. وعلى الزوج الصبر وتحمل ذلك بالنصح والإرشاد ومساعدة الزوجة إذا كانت مريضة، وإذا كانت متصنعة للمرض نصحها وأرشدها باللين والقول الجميل، وتذكيرها بحقوق الزوج عليها.
6ـ سوء الظن:ـ من قبل الزوجين وهذا يؤدى إلى فقدان الثقة وهو من أعظم عوامل تدمير الأسرة، لا بد أن يعمل كل زوج وكل زوجة على أن يعمق الثقة في قلب الآخر حتى يكون أهلاً لها.
فلا ينبغي على المرأة أن تخفي شيئاً عن زوجها، لأن بناء الثقة يحتاج إلى وقت طويل، وسرعان ما تنهدم الثقة فى لحظة، وإذا جرب الرجل على امرأته خللاً واحداً، وخيانة واحدة في مال أو عرض أو شيء هدمت كل ثقة في نفسها، ولو ظلت تبني سنين،
لأن الزوج سيردد؛ "لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين"، والزوجة هى السبب، وكذلك المرأة إذا فقدت الثقة في زوجها لا تأمنه في حال من الأحوال، فعلى كل من الزوج والزوجة أن يولد الثقة في قلب الآخر بالوضوح وعدم إخفاء أي شيء، حتى لو أخطأ الإنسان عليه، أن يقول: أنا أخطأت وعملت كذا ولا أخفيك شيئاً، لماذا؟ من أجل أن يعرف أن ظاهره وباطنه سواء، والله نهى عن الظن فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" الحجرات: وفي الحديث: "لا تظنن بأخيك ظناً سيئاً وأنت تجد له في الخير محملاً"، الأصل في الزوجة وفي الزوج البراءة، والتعامل على حسن الظن حتى لا يقع خلاف الأصل، أما أن يسيء الظن بها بلا مبرر فلا، لأن هذا يولد المشكلة بين الزوجة والزوج.
7ـ بخل الزوج وشراهة الزوجة
فعلى الزوج أن لا يكون بخيلاً على زوجته بل يطعمها إذا أطعم ويكسوها إذا اكتسى فكل شيء يصرفه أو ينفقه على أهله له فيه أجر.
وعلى الزوجة ألا تكثر الطلبات على زوجها وهي لا تحتاج إليها، فعليها اختيار الضروري فقط وتطلب منه قدر الحاجة، ولا تكلفه بما لا يطيق، وأن لا تكون من النساء الجاهلات التي تبذر ماله لتجعله فقيراً غارقاً في الدين من أجل ألا يتزوج عليها، كما يفعله كثير من النساء ناقصات العقول، مع أزواجهن الذين انساقوا وراء نساء همهن تتبع الموضات وتتبع ما يعرض، وكل شيء تريده والرجل ليس له قول، إذا وقع في يد هذه المرأة التي لا تخاف الله أهلكته وجعلت زوجها ينفق ما لديه لتغيير أثاث المنزل ولو كان جديداً، أو لشراء سيارة ولو كانت جديدة، أولشراء ملابس للأهل والأولاد ولو لم يكونوا في حاجة لها.
8ـ إهمال الزوجة لزوجها وإهمال الزوج لزوجته
فعلى الزوجة الحرص التام على نظافة المنزل، تنظف الأثاث وتحرص عليه، تراقب الأولاد عن العبث في المنزل، تراقب كل شيء في البيت، تحرص على كل ما يسبب لزوجها القلق أو يجره إلى العصبية. كذلك الحرص التام على نظافة الأولاد في الملبس والجسم، وتجمل أولادها كأنها ستذهب بهم إلى مناسبة. كذلك الأهم هو منظر المرأة، نظافة الملابس، نظافة الجسم، نظافة الشعر أمام زوجها، لا تخرج عليه إلا بكامل زينتها، فتتجمل له بكل ما تستطيع من أدوات التجمل، متطيبة له، كأنها ستذهب إلى مناسبة من المناسبات، مما يحببها إلى زوجها، وينمي حبها في قلبه، وتكون الحياة سعيدة بينهم، ويكون التآلف والتواد في قمته، ويكف نظره عن نساء الآخرين.
كذلك الزوج عليه ما على الزوجة من النظافة في الملبس والجسم وألا يظهر أمام زوجته إلا بكل منظر جميل في الملبس أو الجسم أو الرائحة فعليه أن يتجمل لزوجته كما يحب أن تتجمل له لأنها أحق من يتجمل له من غيرها.
9ـ عدم احترام الزوجة لأهل الزوج أو العكس
وذلك بتدخل أهل الزوج في شؤون الزوجة، فيجدون من الزوجة ما يكرهون من زوجة ابنهم وأقل ما تفعله هو عدم احترامهم، وربما حدث أكثر من ذلك، وتتعالى الشكاوي من زوجة الابن التي لا تحترم أبا زوجها أو أمه، فتحدث مشاكل ويتنافر الزوجان. فعلى الزوجة أن تصبر على ما يأتيها ويحصل لها من أم زوجها وذلك لكبر سنها، وحسن الظن بها.
وإذا كان الزوج لا يقوم بواجب بر والديه فلا تفرح الزوجة بذلك بل عليها أن تنصحه ببر والديه والسعي نحو رضاهما فإن رضا الوالدين من رضا الله عز وجل وسيكون ذلك البر سلفا لهما عند أولادهما سيبرون بهما.
ولا تسعى المرأة لإفساد العلاقة بين زوجها وأهلها أو بين الزوج وأمه ولتحذر من غضب الله، فإن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وإن عقوبته لا تؤخر إلى الآخرة، بل تعجل في الدنيا. فعلى الزوج ألا يكون سببًا في نشأة الخلافات التي تحدث بين الزوجة وأمه وذلك بأن يتكلم عليها أو يهينها أو يوبخها أمام أمه أو أبيه أو أهله عامة، فتشعر الزوجة بالمذلة، أو يترك الأمر دون حل أو حسم فتزداد تعقيداً.
كما ينبغى على الزوج أن يحسن معاملة أمه ويقدر زوجته، ويحترمها أمام أهله ويحترمها أمام أولاده وغيرهم مما يوفر جواً من الحب والطمأنينة بين الأسرة.
10ـ الغيرة:ـ من أشد أسباب المشاكل الزوجية فالمرأة الغيور تعكر صفو الحياة الزوجية بكثرة أسئلتها لزوجها عن خروجه وأماكن ذهابه وإيابه. وعمن رأى وأين كان ومع من يتكلم فى التليفون، وعمن جلس عندهم وعما يوجد في جيبه من صور وأرقام إلى آخره فعلى المرأة التي تزوجت هذا الرجل بقناعة أن تثق بزوجها ولا تدع مجالا للظنون أو الشكوك أو وسوسة الشيطان في قلبها. وعلى الزوج أن يترفق بزوجته ولا يقترب من مواطن الشك