- 15 ساعة في غرفة العمليات و300 ألف دولار لزراعة وجه فينس بعد فشل 20 عملية ترقيع!
دائماً
ما تلحق الكوارث المريعة ببعض الأشخاص لتخلف لديهم حالة كبيرة من المعاناة
النفسية التي تدوم أثرها طويلاً، وتصيبه بعائق أثناء ممارسة حياته
اليومية.
ولعل
الحروق التي تلحق بالوجه أكثر شيء يصيب الإنسان بجروح غائرة نفسياً، ويظل
يعاني من آثارها طويلاً، وهو ما حدث مع الأمريكي فينس الذي كان يعمل في
زخرفة أحد الكنائس المحلية.
تسبب
ضغط الكهرباء العالي الناجم من الكنيسة أثناء قيام فينس بعمله في ضياع وجه
صاحب الـ25 عاماً، وإلحاق به العديد من الحروق الرهيبة، بالإضافة إلى ضياع
جلد الوجه، وعظام الجمجمة الأمامية.
اضطر
الأطباء للقيام بأكثر من 20 عملية جراحية في وجه هذا المسكين الذي ظل في
غيبوبة لمدة ثلاثة أشهر كاملة، مع استحالة فرص بقاءه علمياً على قيد
الحياة.
قام
الأطباء بترقيع جلد وجهه، مستعينين ببعض الأماكن المختلفة في جسده، وذلك
من أجل تغطية عظام الوجه قليلاً، ولكن الأمر لم يجدي بفائدة على مدار الستة
أشهر من المحاولات، مما اضطر الأطباء إلى القيام بعملية زرع وجه له
بالكامل، ليكون أول شخص أمريكي يقوم بهذه الجراحة.
استغرقت
عملية زراعة الوجة الأولى في أمريكا 15 ساعة، بقيادة الجراح العالمي
بوهدان بوماهانوك وبمساعدة أكثر من 30 طبيبا، وتم تشكيل أنف وشفتين وجلد
يغطي العضلات بالكامل، باستخدام بقايا جلد من شخص متوفى من عائلته.
تكلفت
الجراحة الأخيرة لزراعة الوجة ما يقرب من الـ300 ألف دولار، ومكث فينس
لمدة طويلة في المستشفى ليقوم الأطباء بإعادة تأهيله نفسياً وبدنياً بعد
الفترة الطويلة التي قضاها في السرير.
وكان
المشهد الدرامي الأكثر تأثيراً عندما عاد فينس من المستشفى لتستقبله أكبر
محطات التليفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية وتفاجئه بإحضار ابنته
البالغة من العمر 4 سنوات، والتي ركضت على والدها المريض بمجرد مشاهدته،
وانحنى الأب على ركبتيه فاتحاً ذراعيه لأبته الصغرى التي إرتمت بين أحضانه
وهي تبكي وتقول: "أبي افتقدتك كثيراً.. الآن شكلك أصبح أفضل"، وسط بكاء
شديد من جميع الحضور، ليحمل فينس ابنته ويعود إلى منزله في تكساس.