”نيويورك تايمز” تنشر الخريطة الجديدة للوطن العرب
تقسيم 5 دول عربية إلى 14 دويلة
”الربيع العربي” عمّق الانقسامات المذهبية والعرقية لدى الشعوب
نشرت جريدة ”نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلا عن مركز دراسات تابع لها، ما أسمته خريطة جديدة للعالم العربي يتم تقسيم خمس دول عربية إلى 14 دويلة، ويتعلق الأمر بكل من ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وحتى السعودية، مستثنية دولا أخرى مثل المغرب ومصر والسودان والإمارات والجزائر. وتشبه هذه الخريطة اتفاقية ”سايكس ـ بيكو” التي قسم بها الفرنسيون والبريطانيون العالم العربي في 1916 إلى عدة دول.
رغم أن اتفاقية ”سايكس ـ بيكو” التي تم الاتفاق عليها خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) تم تنفيذها على أيدي أكبر قوتين عسكريتين آنذاك، إلا أن الخريطة الجديدة التي قدمتها الصحيفة الأمريكية تفترض أن العرب أنفسهم من سيشرف على التقسيم الذي سيكون نتاج ”الربيع العربي” الذي أدخل عدة دول في حرب أهلية أو أزمات سياسية بسبب عدم الاتفاق حول حكامها الجدد وهشاشة مؤسساتهم المنتخبة. وقسمت الخريطة ليبيا إلى ثلاث دويلات، كانت تاريخيا مناطق خاضعة لسيطرة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا. وهذه الدويلات هي طرابلس في الشمال الغربي، وبنغازي في الشرق، وفزان في الجنوب، والتي تسكنها قبائل موالية للعقيد القذافي، على غرار قبيلة القذاذفة في سبها.
أما سوريا، فقسمت إلى ثلاث دول هي الأخرى، دولة علوية على الساحل بقيادة بشار الأسد، ودولة سنّية في معظم المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية، ودويلة كردية في الشمال مع الحدود مع تركيا متحدة مع إقليم كردستان في العراق، الذي قسم أيضا إلى دويلة سنية في الوسط والغرب، ودويلة شيعية في الجنوب.
أما اليمن، فمرشح أن ينفصل مجددا إلى دويلتين: يمن جنوبي عاصمته عدن، ويمن شمالي عاصمته صنعاء. لكن الغريب أن السعودية التي تبدو أكثر الدول العربية استقرارا مرشحة، حسب نيويورك تايمز، للانشطار إلى خمس دوليات على أساس مذهبي وقبلي، منطقة يسودها المذهب الوهابي في الوسط أين توجد العاصمة الرياض، وأخرى في المناطق المقدسة في مكة والمدينة وجدة، وثالثة في الشرق أين ينتشر الشيعة، وهي منطقة غنية بالنفط، إلى جانب دويلة في الشمال لها امتداد قبلي مع عشائر عربية في الأردن والعراق، ودويلة في الجنوب.
ولم تتحدث الخريطة الجديدة عن استقلال الصحراء الغربية وانفصالها الكامل عن المغرب، رغم أن ثلث الأراضي الصحراوية محررة بالكامل. أما الثلثان الباقيان، فيتم التفاوض من أجل الاستفتاء على حق تقرير المصير.