القولون العصبي يعد من أكثر أمراض الجهاز الهضمي تردداً على الاطباء سواءً في الرعاية الأولية او المتخصصة وفي دراسة للمجلة الطبية البريطانية وجد أن ربع سكان بريطانيا يعانون من القولون العصبي.حول القولون العصبي وعلاجه بالابر الصينية
يمكن تعريف هذا المرض بشكل مبسط بأنه ألام بالبطن وعدم إنتظام في عمل القولون مع عدم وجود أي دليل على مرض عضوي بالقولون ويتم عادةً التشخيص عن طريق إستبعاد الأمراض الأخرى وحسب الشكوي والأعراض لدى المريض.
90% من المرضى يعانون من أعراض تشير الي حرقة المعدة مع وجود اعراض بعيدة عن الجهاز الهضمي مثل الصداع النصفي, ارتفاع حرارة الجسم, خفقان بالقلب, إجهاد, أعراض في الجهاز البولي, وزيادة الأم الدورة الشهرية .
مرض القولون العصبي له من إسمه نصيب , فعادة له علاقة وثيقة بالعوامل النفسية والعاطفية وبحسب نظرية الطب الصيني هناك سبع عوامل نفسية لها تأثير مباشر على إضعاف الجسم وجعله عرضه للمرض , وكل عامل له تاثير مباشر على عضو معين من أعضاء الجسم الداخلية ( ونتحدث هنا عن هذه الأعضاء من منظور الطب الصيني وليس الغربي – فليتحمل معي الزملاء الأطباء).
الكبد والطحال والرئه يتأثرون سريعاً بالعوامل النفسية مما يؤدي إلى إضطرابات وأعراض هضميه تتوافق مع تشخيص القولون العصبي . فالغضب يؤذي الكبد ويؤدي الي تهيجه خصوصاً مع كتم المشاعر وعدم التنفيس عن الغضب مما يؤدي إلى الأعراض مثل تشنج عضلات القولون والإمساك والأنتفاخ والشعور بعدم تفريغ القولون والمستقيم بشكل كامل .
القلق يضعف الطحال ويجعله عرضه للهجوم من الكبد المتهيج وهذا يؤدي الي أعراض ضعف الهضم: مثل فقدان الشهية , والتعب , والإجهاد, وإنتفاخ البطن بعد الأكل , والإسهال,وآلام البطن كما ان الحزن يؤذي الرئة ويؤثر ذلك على القولون التي تعتبر الرئه هي العضو المكمل له ويؤدي ذلك الي أعراض إضطرابات القولون.
يتم العلاج عن طريق الإبر الصينية حسب تشخيص المرض بالطب الصيني ويستخدم هنا بالإضافة الي تحليل دقيق للأعراض , معاينة اللسان والنبض. ومن ثم إستخدام الإبر على نقاط لتغريغ الكبد من الطاقة الزائدة وعلاج تهيجه وأيضاً نقاط لتقوية الطحال والرئة وتنظيم عمل الأمعاء والقولون . إضافة الي ذلك يتم إستخدام العلاج الحديث بالإبر الصينية إعتماداً على مواقع الأعصاب المغذية للجهاز الهضمي سواءً على البطن او الظهر مما يؤثر بشكل فعال وسريع على تقلصات القولون وعمله .
وأخيراً تستخدم الإبر على الإذن وفروة الراس لإفراز المهدئات ومضادات القلق الطبيعية لتنظيم عمل الجهاز العصبي والهضمي.
كما رأينا فإن العوامل النفسية العاطفية تلعب دورا مهما في مرض القولون العصبي والعلاج الناجح يعتمد على تشخيص دقيق لميكانيكية المرض حسب نظريات العلاج بالإبر الصينية . بالإضافة الي تثقيف المريض بماهية المرض ودور العامل النفسي. وتدريبه للتعامل مع مشاكله النفسية الأساسية . إضافة الى الإهتمام بالنشاط الرياضي لتفريغ شحنة التوتر النفسي والإهتمام بنوعية الغذاء والإبتعاد عن كل مايثير الأعراض لدى المريض.